و كان هدفك الوحيد اسقاط مبارك كشخص ... اذن لا تقرأ المقال .. و ابق في الميدان و هذا حقك... و لك مني كل التأييد.. فأننا أويد التواجد في الميدان و لكن لاسباب أخري و بطرق مختلفة
ولو كانت أهدافاك كثيرة.. من ضمنها تنحي مبارك ... اقرأ و فكر
ولو كان هدفك ان تتغير مصر للأحسن ... اقرأ .. و حافظ على ما انجزته حتى الموت
اود التنويه بداية انني لا الوم على من يرفع سقف المطالب.. بل كل الاحترام و التقدير و الشكر لكل من عبر عن مطالبنا و تمسك بها و ضحى بنفسة من أجلها...
و لكن كلامي هنا موجه لكل من أنكر التقدم الذي احرز و خسف به الأرض و قصر نجاح الثورة في تنحي شخص الرئيس
فمنتهي الظلم و الاجحاف و التبتر ان يدعى البعض اننا لم نحصل على شئ بعد.. و أننا لن نحصل على شئ سوي بتنحي الرئيس
فإلى كل قصيري النظر و ديقي الافاق ... و هؤلاء ليسوا من هم في الميدان ... و لكن من يزعموا اننا لم ننجح و ان عدم تنحي الرئيس يمثل اجهاضا للثورة و قهر للمتظاهرين و فشل للانتفاضة
اليكم بعض الحقائق التي لاحظتها انا بصغر سني و قلة خبرتي ... على المستوي السياسي والانساني .... فانا أؤمن ان هذه الثورة كانت أيضا لتغير الشعب الذي رانت على قلوبه و عقوله سنوات من الضعف و الجهل و اليأس و الاستهتار و التخاذل...
و إلى كل من يقول ان تلك الحقوق هي حقوقنا الشرعية و لا يجوز أن يمن أحد علينا بها ...
فلا أزكي عليكم إن قلت بل اننا نستحق أكثر من ذلك بكثير... فليس هناك تفاوض على الحقوق .. بل التفاوض حول طريقة استعادتها ... و هذه ليست دعوة مني لأن نرضي بالفتات من الحرية و الحقوق ... و لكن .. ليعلم كل منا ان قوة الاخر ليست في قوته المطلقة بقدر ما هي فيما تعطيه انت من ضعفك ...
فحقوقنا لم تأخذ كلها منّا عنوة ... و لكن جزء كبير منها ضاع بتخاذلنا في الحفاظ عليه ....
فلنقرأ ما بين السطور ...
على المستوى السياسي
- تم تعين نائب لرئيس الجمهورية (اختلفنا أو اتفقنا حول الشخص ... هذا لا ينفي الحقيقة... و تلك هي الحقيقة التي فتحت المجال لطلب تفويض الرئيس لسلطاته للنائب)
- اعلن الرئيس و نائبه و رئيس الوزراء عن قرارهم بتعديل الدستور ( هناك التزام دولي واعلامي و شعبي لا يستطيع هؤلاء الفرار منه تحت أي ظرف )
- مصطفى بكري نقلا عن النائب عمر سليمان: " سيتم تعديل المادة 88 الخاصة بالاشراف القضائي على الانتخابات، سيكون هناك اشراف دولي على الانتخابات الرئاسية المقبلة، النائب العام يطلب من أي مواطن لديه مستندات تثبت وقائع فساد ان يقدمها، طلب من الجهات القضائية النظر في الطعون المقدمة و اعادة الانتخاب في الدوائر التي يثبت فيها التزوير اولا بأول دون الانتظار حتى الانتهاء من كافة الطعون لكسب الوقت".
- لن يترشح الرئيس أو ابنه في الانتخابات المقبلة ( و اذا لم يكتف البعض بما ذكره الرئيس في خطابه ، فقد كررها النائب و رئيس الوزراء .. و ذكرتها وسائل الاعلام صراحة .. مما يجعلها حقيقة ثابتة لا تقبل التأويل .. و لكن الضمان الأوقع هو قدرتنا وقوتنا في رفض ذلك .. فإن لم يكن بالتظاهر ...فأضعف الايمان ان يمتنع الملاين من الذين تظاهروا الآن عن المشاركة في الانتخابات في حال ترشح احدهما و البقاء في المنازل و افراغ الشوارع كدليل على عدم المشاركة و استحالة التزوير .... و الحلول كثيرة !! فنحن الان اصحاب القرار و صنّاعة )
- تم سن قانون الآن من قبل الشعب بتحجيم الفساد و محاكمته فور اكتشافة ، فتم التخلص من بعض رؤوس الفساد واصبحوا عبرة للبقية ... و لن يجرؤ أحد ممن لم يتم التخلص منهم بعد على الجور على هذا الشعب .. على الأقل جهراّ .. و من السذاجة ان يعتقد البعض انه سيتم القضاء على الفساد نهائيا ..فنحن لسنا بصدد تربية المسئولين و لكننا الان لنا السلطة لتقويمهم و محاكمتهم.
- رئيس الوزراء اتصل شخصيا ببعض المتظاهرين ... وزير الدفاع تحدث بنفسه إلى الشباب في الميدان ... الامين العام لجامعة الدول العربية نزل بنفسه ايضا بصفته مسئول مصري..و بالاضافة إلى الكثير من المسئولين و ذوى المناصب الهامة و الذين لم نعهد منهم ذلك من قبل .. بل لم نعرفهم سوى من صفحات الجرائد ( سواء اتفقنا او اختلفنا مع هؤلاء الاشخاص فلا خلاف على انهم مسئولي هذا البلد و ليس من الطبيعي أن يقوموا بتلك التحركات و لكن هذا حدث نزولا عن رغبة الشباب و تقديرا لموقفهم... فهذة قناة للحوار لم تكن موجودة او مطروحة و نحن من انشأها )
- تم انشاء لحنة الحكماء و التي تحاورت مع الشباب... و اللجنة لن تختفي بانتهاء المظاهرات
- تم قبول الحوار مع الاخوان المسلمين – الجماعة المحظورة سابقا – (بغض النظر ايضا عن الاختلاف أو الاتفاق معهم .. فهم جزء من النسيج المصري و الاعتراف بهم للحوار هو اعتراف ضمني بحق جميع اطياف و فئات الشعب في ان يشاركوا في صنع القرار ودليل قاطع على تحول هام في الحكومة و استعدادها لبعض المرونة)
- علاقة الشعب بالشرطة ، فبالرغم من عمق الشرخ القائم بينهم ، الا ان هذا الحدث أعاد تشكيل و تعريف علاقة الشعب بالشرطة ، حتى و ان طالت المدة ، و لكنه اختصر علينا سنين من الظلم الخفي و المحاولات البائسة لتغير الأوضاع
- بسقوط شرعية الرئيس علي يد الشعب... اصبح قانونا امام الجميع ان أي رئيس سيستمد شرعيته من الشعب و ليس من الدستور و القوانين
- اين الحزب الوطني؟؟؟
و لمن سينفي كل هذه الحقائق بحجة " ما الضمان" .. و لا يثق في قدرة هذا الشعب في الدفاع عن حقوقة مستقبلاً.... فليحكم هو حتى يضمن تحقيق مطالبه
على المستوى الانساني
هنا هاتكلم بالعامية عشان دة كلام يتحس مايتقالش.. و على قد ما اللي هقولة هيبان تافه شكلا .. بس موضوعا هو اعمق بكتير مما يمكن ان نتخيل ....
- زي ما قلت قبل كدة ... اول مرة انزل الشارع و احس انه ملكي ... أحس اني بملك كل حتة فيه ... الشارع و الشجر و الهوا.. حسيت اني بنتمي لكل جزء منه ... و متأكدة ان كل واحد فيكم احساسه بالشارع اختلف و نظرته له بقت أوسع ... بقينا منتميين لحاجة
- اتحدي ان اي واحد هيهون عليه يرمي ورقة في الشارع و لا حتى يوقع نقطة مياه على الأرض اللي نزل نضفها بإيديه الايام اللي فاتت ...مصر بقت نضيفة
- مين فينا هيسوق وحش و لا يكسر اشارة بعد ما وقف نظم المرور و عرف يعني ايه نظام ... المرور هيبقى احسن
- كلنا عرفنا اننا ممكن نعمل حاجات كتيرة اوي غير الفيسبوك و الخروج و الوقفة في الشارع بلا داعي ... و مش قصدي اننا نبطل الحاجات دي .. بالعكس ... بس ممكن نعمل جنبها حاجات تانية كتير .... اعادنا اكتشاف انفسنا
- كام واحد فينا قرأ اجزاء من الدستور... عرف وزراء ماكنش عارفهم .. احزاب عمره ما سمع عنها ...فهم حاجات كتير في سياسات البلد و العالم كله كانت بالنسبة له طلاسم ... كام واحد قرر انه مش هيفوت الانتخابات الجاية منغير ما ينتخب .... كبرنا و دماغنا اتفتحت
- مين فينا ماتخانقش مع اهله على انه ينزل المظاهرات أو يأييد شباب التحرير ولا لأ .. ومين محسش قد ايه اهالينا فرحانين بطول المدة اللي اعدناها معاهم في البيت ... علاقات مع اهالينا اقوي
- كام واحد اتصل بناس ماكنش بيكلمهم ولا حتى في الاعياد ...الناس اللي اتعرفت على بعض فى المظاهرة و ووقفوا لبعض منغير حتى ما يعرفوا اسماء بعض... و الولاد و الرجالة اللي اكتشفوا حاجة اسمها جيران و هما في اللجان الشعبية ... ود و تواصل
- مين فينا ...سواء اللي نزل المظاهرات .. او اللي منزلش بس أيّد من البيت ... أو اللي كان نفسه ينزل بس خايف ... او حتى اللي اعترض برضة عشان خايف ... مش فرحان
- كام واحد فينا قرر انه ناوي يفضل يعمل كده على طول .... اتغيرنا
اللي فينا مش حاسس باللي حصل و قيمته .. و مش حاسس انه بقى انسان تاني ... له كيان ..مليان بشئ... انسان مش مجوف ... لازم يقعد مع نفسة و يعيد أوراقة و يفكر .. عشان يعرف يبقى جزء من الجيل ده ... و حزء من مستقبل البلد دي ... عشان اللي جاي اصعب بكتير من اللي فات..
زمان ماكنش علينا مسئولية و كنا عايشين في حمى أهالينا و عزهم .. دلوقتي هما اللي في حمانا ... احنا اللي قررنا نشيل الحمل .. و يا نكون قده يا لأ
من بكرة البلد هي اللي هتحمّل علينا ....خلينا قدها
ربنا يحفظها و يحفظنا و يقدرنا نحافظ عليها ....
0 comments:
Post a Comment